ضمن سلسلة نشاطاته الثّقافيّة، أقام "بيت الموسيقى" في جمعيّة النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة – فرع حلبا\عكّار، محاضرة عن التّثقيف الموسيقيّ يوم السبت الفائت الواقع فيه 12 شباط 2011، حملت عنوان: "الارتجال في الغناء العربيّ"، أعدّها وقدّمها سيادة العميد أسعد مخّول؛ وحضرها الطلاّب المتقدمون في الموسيقى من "بيت الموسيقى" بالإضافة إلى نخبة ثقافيّة من المنطقة والجوار ملمّة بتفاصيل هكذا مواضيع ومحبّة للغناء العربيّ الأصيل.
بدأت المحاضرة بالنّشيد الوطنّي اللّبنانيّ الذّي قّدمه طلاّب "بيت الموسيقى"، ولكنّ في حلّة مشرقيّة من مقام الرّاست وعلى دورة السّماعيّ الثّقيل، ما أضفى على جوّ المحاضرة روحًا موسيقيّة عربيّة أصيلة منذ البداية.
ثمّ قدّم المحاضرة السّيد كامل منصور (المدير الإداريّ في بيت الموسيقى)، مرحبًّا بالحضور، ومنّوهًا بنشاطات بيت الموسيقى الثّقافيّة وخصوصًا النّشاط المُراد تقديمه اليّوم وما يحمله من معانٍ ثقافيّة خاصّة.
ثمّ كان الكلام للأستاذ هيّاف ياسين (مدير عام بيت الموسيقى)، الذّي بدأ كلامه بتوصيفِ دور وانجازات بيت الموسيقى على الصّعيدين الثقافيّ والموسيقيّ على حدٍّ سواء. ثمّ بدأ بالتّعريف بالسّيرة الذّاتيّة لسيادة العميد أسعد مخّول التّي حوت الكثير من المجالات التّي برع فيها، نذكر منها:
حيازته على الإجازة الجامعيّة في الحقوق، وعلى إجازة إنهاء الدّروس من المعهد الوطنيّ حيث أتقن هناك العزف على آلة العود على يديّ الأستاذين الكبيرين كمال الحلو وسعيد سلام، هذا بالإضافة إلى تأسيسه المسرح العسكريّ في الجّيش اللّبنانيّ الذّي استمرّ لسبع سنوات قدّم خلالها العروض في كلّ المناطق اللّبنانيّة وقد كان لمنطقة عكّار حصّتها الدّائمة من هذه العروض. هذا بالإضافة إلى الإنتاج الغزير للعميد على صعيد الأدب والكتابة فهو قد أصدر 3 كتب حتّى الآن هي:
- "من الأرز إلى الهرم" وهو كتاب موسيقيّ فيه لمحة عن الأغنية السينمائيّة العربيّة وعن حياة المطربة أليكساندرا بدران (نور الهدى)؛
- "عبارتي"؛
- "المزراب"؛ الذّي أعادت طباعته جامعة AUST في بيروت منذ شهرٍ تقريبًا.
هذا بالإضافة إلى رصيدٍ كبيرٍ له من المشاركات في مؤتمر الموسيقى العربيّة (7 مرّات) بصفته باحثًا موسيقيًّا. كما وأنّه هاوٍ للرّسم في الطّبيعة، وللنّحت، ولكتابة الخطّ العربيّ.
بعد ذلك كان الكلام للعميد مخّول وكانت المحاضرة عن الارتجال الذّي عرّف به العميد بأنّه: "هو انجازٌ عفويّ مباشر لفكرة ما، من غير تصميمٍ مسبق، وهو هنا فنّ التّفكير والأداء في وقتٍ واحد، وهو يوازي التّحضير المسبق تأثيرًا وقيمة، ويتفوّق عليه أحيانًا من حيث العلاقة المباشرة مع المتلّقي وإثارة عواطفه وتنبيه مشاعره".
وبعد كلام عذب وجميل عن فحوى هذا الموضوع، وبعد تفاعلٍ وتجاوبٍ كبير مع الحاضرين الذّين أصغوا بكل رغبة وهدوء لتفاصيل المحاضرة، أسمع العميد مخّول 18 نموذجًا موسيقيًّا منها ما هو غنائيّ ومنها ما هو عزفيّ، بعدّة صيغ ولأكثر من مغنٍّ وعازف، وأقام من خلالها المقارنة العلميّة السّمعيّة للفوارق الموجودة بين كلّ تسجيل وآخر.
هكذا انتهت المحاضرة بعد نقاشٍ وحوارٍ مع المستمعين وتساؤلاتٍ من هنا وإجاباتٍ من هنا وشرحٍ من هناك؛ تأكّد من خلالها عظمة مفهوم "الارتجال" في التقليد الموسيقيّ المشرقيّ العربيّ، إن كان على صعيد القوالب الموسيقيّة العزفيّة أو الغنائيّة منها، وأنّه نقطة محورّية تدور في فَلَكِها فلسفة تكوين الألحان في هذا التّقليد.
وبعد أن انتشى الحاضرون من عمق الكلام في المحاضرة ومن الحنين الكبير الذّي لفّهم لسماعهم تلك النّماذج والأمثلة ذات الطّابع التسجيليّ القديم نسبيًّا متمنّين ألاّ يغافلهم الوقت وينتهي اللّقاء، دقّت السّاعة وانتهت المحاضرة بعد أن دامت لحولي السّاعتين تقريبًا.
ثمّ قدّم بيت الموسيقى درعًا تذكاريًّا للعميد كعربون محبّة وتقدير ووفاء.
في النهاية شكر العميد الحاضرون على هذا الإصغاء الجميل، وأبدا اعجابه بالحالة الثقافيّة والموسيقيّة الموجودة في منطقة عكّار عبر مؤسّسة بيت الموسيقى هذه، فقد امتلأ فؤاده مشاعرًا فيّاضة عن هذه المنطقة، كيف لا وهو ابن عكّار، ابن قرية "ممنع" القامعة في أعالي جبال عكّار الصّامدة أو كما يسميّها هو: "جمهوريّة جدّتي".
هيّاف ياسين
13-2-2010
القسم : القسم الرئيسي - الزيارات : [2390] - التاريخ : 20/2/2011 - الكاتب : administrator
Development by: ziad Farhat